عندما بدأ مسار التيار الوطني الديمقراطي قبل حوالي عقد من الزمن ،كانت الأهداف التي انطلق وتوحد جهدنا ،في إطار العمل الوطني المشترك ، لتحقيقها محددة وجلية ٠ وكان الطريق لانجاز تلك الاهداف ،برغم ما قد يعترضه من صعوبات وتحديات متوقعة ، واضحًا وموضع إجماع في وعينا وبرامجنا وممارساتنا ، كانت المخططات والتحديات التي واجهت كفاح شعبنا وماتزال ،وعلى كل الأصعدة الداخلية والإقليمية والدولية تستهدف أساسًا إجهاض مشروع ثورته التحررية ،وقد تم لها ذلك ،مع الأسف ،نتيجة عوامل عدة في مقدمتها : تبعية معظم حركات المعارضة إلى القوى الخارجية، وعسكرة بعضها وتطييفها اي اسلمتها، وكانت حصيلة هذه التوجهات والممارسات ان تحول مشروع هذه الثورة الوطنية التحررية إلى حرب أهلية مدمرة تهدد كيان سوريا ومستقبلها ،وتدفع به إلى أخطر وضع يمر به منذ ان وجد هذا الكيان قبل حوالي قرن من الزمان. وكما أسلفنا فقد كنا وما زلنا ،في التيار الوطني الديمقراطي ، نشكل طيفًا من المناضلين المجربين الذين ينحدرون من مختلف الحركات السياسية الوطنية أو ينتمون إلى النخب الثقافية والفكرية وهيئات ومنظمات المجتمع المدني . وكان هدفنا المركزي ومايزال،والذي عملنا من أجل إنجازه على الدوام ، هو توحيد القوى والمجموعات الوطنية الديمقراطية في جبهة وطنية عريضة تتولى قيادة الكفاح الشعبي السلمي ،في إطار كتلة تاريخية شاملة ،تضطلع بهمة تحقيق هدف شعبنا المصيري الا وهو بناء الدولة المدنية الديمقراطية الموحدة ومواكبة مسار العصر . لقد كنا في عملنا وما زلنا ،نعتمد على إمكاناتنا الذاتية المتواضعة بالدرجة الأولى وذلك انطلاقًا من وعينا لحصيلة تجارب فصائل وقوى حركة التحرر الوطني العربية في مختلف أقطارها ، وحصيلة تجارب حركات التحرر الوطني العالمية . ونحن في التيار الوطني الديمقراطي ، سواء في الماضي والحاضر ام في المستقبل ،وفي عملنا الوطني الجبهوي سنظل دائما نحرص على الالتزام الواعي والتمسك الجاد بحقيقتين أساسيتين نعتبرهما أساسًا وشرطًا لنجاح شعبنا في تحقيق أهدافه المنشودة : وهما صيانة الوحدة الوطنية الراسخة لشعبنا وحمايتها من كل ما يتهددها من عوامل ذاتية أو خارجية ، وصيانة القرار الوطني المستقل في عملنا الجمعي لأننا بذلك نجنب مسيرتنا الانحراف والفشل، ونكون في الوقت نفسه جديرين بدعم القوى والأطراف المناصرة لقضايا الحرية والعدالة والسلام على صعيد العالم كله. وبعد ، واذ ينطلق اليوم ،موقع صوت الشعب ، بعد أن عملنا وحشدنا امكاناتنا المتواضعة لاستمرار اداء مهمته على أفضل وجه ممكن ،فإننا نأمل أن يكون الصوت المعبر عن أماني كل مواطن من أبناء شعبنا سواء في الداخل ام في المهجر ، كما نامل في الوقت نفسه ،ان يكون المنتدى الحر السياسي والثقافي والاجتماعي المتاح لتفاعل وحوار كل القوى الوطنية و كل المفكرين على امتداد الوطن العربي ، معاهدين أنفسنا واعتمادًا على جهودنا المشتركة أن نسعى على الدوام لتطوير امكانات هذا الموقع شكلًا وموضوعًا ،إذ كما توضح لنا مختلف التجارب الإنسانية ،كل عمل مهما بدا مستحيل التحقيق فإنه بالإرادة المصممة والجهد الجمعي يصبح صعب التحقيق ،واذا ماكان الأمر على هذه الحال فإنه بالارادة والجهد الجمعي الهادف يصبح سهل التحقيق ، فليكن صوت الشعب صوت كل مواطن حر كما أردناه ،ووسيلة فاعلة لتوحيد الروءى وتعزيز المواقف والامكانات الشعبية على طريق التحرر والانعتاق وبناء المستقبل المنشود .
كتاب التطرف المذهبي
chrome-extension://efaidnbmnnnibpcajpcglclefindmkaj/https://haythammanna.net/wp-content/uploads/2016/01/tatarof_mazhabi_Final.pdf chrome-extension://efaidnbmnnnibpcajpcglclefindmkaj/https://haythammanna.net/wp-content/uploads/2016/01/tatarof_mazhabi_Final.pdf